قِصَصُ حَسَنْ

 

حَسَن

ذو الابتسامة العريضة

مبتهجٌ طوال الوقت

لا يتجهم وجهه البريء إلا فيما ندر.



حسن يجيد الإنشاد

يترنم بلكنة خاصة به

عندما تعتاد على لغته تفهمها

وتدخل عالمه

ويدخل قلبك.



حسنٌ

متعدد الهوايات

يرسم بالألوان الصاخبة

يتقمص دور الأم عندما يلعب بالدمى

يصعد الدراجة ذات الثلاث عجلات

يقهقه عندما يسقط منها

يلاعب الطيور

ويفتح لها الأقفاص.



حسنٌ

يبادر بمصافحتك بشوق

يعانقك بحرارة

يحنو على الصغير

يجالس الكبير

لم يكن طفلا

بل رجلا بملامح طفل.



حسن

يبهرك بحديثه الشيق

سرد بسيط العبارات

يتهدج صوته بحماسة

يتنقل كنحلة من حادثة لأخرى

أحداث هو بطلها دائما.

 

حسن

خرج يوما ولم يعد!



حسن

افتقدنا قصصك العذبة

وضحكاتك الرنانة

كنت تحيي جلساتنا الميتة

تحرك أحاسيسنا الراكدة.



عُدْ يا حسن

ذواتنا ناقصة بدونك

ننتظرك أن تجيء مثقلا بالمطر

كلنا شوق إليك؟



حسن يُمَثِّل فرد من فئة ذوي الهمم



كتابة ورسم: نجاة الشافعي

قصة شعرة عمتي

.رأتْ شعرة طويلة منغرزة في ياقة قميصي. لم أنتبه لها إلا عندما استلّت الشعرة المجعدة السوداء. أخيرا قبضتْ علي متلبسا بالجرم المشهود

 

نظرتْ لي شزرا وعيناها يتطاير منهما الشرر. أعرفُ سلفا ماذا ستقول وبماذا ستتهمني والمعركة حامية الوطيس التي ستدور رحاها والصراخ الذي سيقضّ سكون الليل

 

بادرتُ بالاعتراف على غير عادتي: نعم هذه شعرة امرأة! شعرة من شعراتها. كنتُ عند عمتي التي قاطعها أبي ولم أزرها إلا عندما عرفت إنها على فراش المرض

 

انقلب حالها ثلاثمئة وستين درجة. تحولت فجأة من غول شرس إلى حمل وديع. قالت بتأثر: ما أجمل صلة الرحم! حسنا فعلت! ضحكت في داخلي و هنأت نفسي لأني أصبحت بارعا في الكذب. نمنا هانئين قريري العين

 

!عندما استيقظنا بادرتني بالسؤال: الشعرة سوداء فاحمة! كم عمر عمتك

سارة رسامة البورتريه

عندما نقرأ معالم الوجه الأنثوي وتفاصيله الدقيقة ثم نرسُمه بدقة فينبض بالحياة نشعر بمتعة رهيبة تضاهي القفز بمظلة من طائرة تحلق خارج الغلاف الجوي على حافة الفضاء كقفزة (فيلكس) في دعاية (الرد بول) الشهيرة، (الشراب الذي يعطيكِ جوانح) أي يخلق لك أجنحة تحلق فيها في الأعالي.

Read More

أمي والكتاب

أمي في السبعينات من عمرها المبارك. تمكثُ في البيت طوال الوقت. تذهبُ فقط مرة واحدة في الشهر للمستشفى إن احتاجت ذلك. ننقلها على كرسي متحرك أنا وأخي والخادمة

كنت أجلس قبالتها على أريكة طويلة مغطاة بملائة صوفية أقرأ كتابا. غرقتُ في صفحاته ونسيت وجودها بالقرب مني. ايقظتني بصوت عالٍ لأنها لا تسمع جيدا فترفع صوتها عندما تتحدث. قالت بحسرة وهي تتنهد

أشعر بالملل الشديد! لم يزرني أحد اليوم! الدقائق طويلة كنجوم في السماء أعدها ولا تنتهي

ثم باغتتني بسؤال لم تسأله من قبل: ألا تشعرين بالملل! أنت لا تخرجين من المنزل مثلي! تحبسين نفسك في غرفتك طول الوقت

Read More

!بيروت... أنا في الانتظار

بيروت

أعشقُ كل شيء فيك

حتى دمارك وخرابك

جنونك يشدني أكثر لأنه مخاض ولادتك

لا شيء قادر على أن يمحي وعدك الآتي

Read More

لا  حُ لْ مٌ في ل ي ل ةِ  صيفٍ بيروتية

يَتَلبَسُها أ لَّ مُ الفقدِ

يعتصِرُ رَونَقها

لا

خواتم تزيّنها

أو نقوش حناءٍ كئيبةْ

خضاب خافتْ

وشم نافقْ

أساور نحيلة

خلاخيل ضيقة

أو حتى طلاء أظافر متقشِّر

Read More