عام آيل للسقوط

يا ليلى

.هذا العامُ آيلٌ للسقوط

أتشمّين يا ليلى حرائقَ الغاب؟
حيث تقاتلت فلول الذباب
وهوت العناكبُ
في فوهة التيه
وتدلّت الغربان
.من أسفل الساقية

يا ليلى
..ساقطٌ هذا العالم
..ساقطٌ سِرَّاً وجهراً
..ساقطٌ بطناً وظهراً

..ساقطٌ من ألفهِ إلى يائه

وساقطةٌ يدٌ ثكلى
،ِلا تمسح قطرةً من دمعك
،لا تقطع حطباً لتدفّئ بردكِ
،لا تخبز رغيفاً لتُسكِت جوعكِ
.لا تستقي ماءً لتطفئ ظمأكِ
،لا تدرّ حليباً لتروي طفلكِ
.لا تضع بيتاً فوق رأسكِ

يا ليلى
مخاتلٌ هذا العالم المجذوم
فارتقي هودجكِ
البسي قِرطكِ
افردي ضفائركِ
ِاعبري البرزخ وحدك

ارتشفي سُنبك السماء
لعلّ الفجرُ ينسل
.من غمد الغمام

نارُ السمرُ تعربد
ووجهُ القمر الأسود
في ساحة الحقل
دبكةُ الحرب لا تخمد
الديكة لا تقعد
تهز ذيولها من الغضب
تقامرُ بسنابل الرطب
.تتطاحنُ على الحطب

يا ليلى
قصائدكِ المعتّقة
تتنزّل من القناديل المعلّقة
تنشدها الأيتام والأيام المرتقّة
والعابرون المتعطرون بناركِ
والحشائش الخضراء
التي تعانق قدمكِ
والتراب الذي يتعمّد بقهركِ
فهل يُبصرون؟

يا ليلى
لا تقطفي العِنبَ حامضاً
ولا التفاحَ مُصّفراً
ولا الزيتونَ أحمراً
لا تمسّي ميتاً
لا تصافحي أجرباً
انثري الغار والفراشات
واحرثي العشقَ والغيمات
.ثم احصدي النرجس بين النجوم

أتسمعين؟
تدقّ الطبول.. تئن الأجراس.. تتصدع المآذن
تبرقُ وتتوعّد السماء
لا تستسلمي يا ليلى
ظَلّي صامدة بجرحك
قاومي الوجع بغربتك
بآخرِ حجارة من حبك
بآخرِ عصاً من عشقك
أقذفي حمم غضبك
:لبّي أربعين ليلة شوق
إني آتيةٌ في ربيع النور”
”.أنبعِثُ عنقاء عند النبعة، أغني بين الدوالي والكروم

كتابة ورسم

نجاة ناجي الشافعي

أبجدية العشق

تستدرجني أبجدية العشق

إلى لغات العالم

الأبيض والأسمر

الأحمر والأصفر

باحثة عن طوق الزيتون

عن طفلة ضائعة منذ الرحيل

.قوافل سائرة للمهجر

 

يا بحر الهوى

يا راسم ملامحي في الدجى

أغثني من ألوان كئيبة

تعشش في حنجرتي

تبتر أجنحتي

وضمني إلى جناحك

.فوق صهوة جوادك الأمهر

 

يا سر الأسفار

أتغفر لساعي بريدٍ محى خرائطك

رسائل حبي التي ضاعت عنك

في لجة الأشواق إنثالت الأبجدية

.حين انتفضت سعفات الشغف الأخضر

 

أتغفر لي الزلل في طرائق الحب

يا قدري الذي لم يغب عني

يا قمري وقافية قصائدي

يا محور دائرتي

.في تجليات سماوات العشق الأكبر

 

ما عدت قادرة

ألاّ أغفو في صميم عينيك

ألاّ أترنم بألحان شفتيك

ألاّ أعدو بين ارتعاشة ذراعيك

أمتني ثم أبعثني على صدر الرياحين

أقطف عبق الياسمين

.وألظم زهور العنبر

نجاة الشافعي

ديسمبر ٢٠٢٣م

وَعْدٌ طائر


دقّ الجرس

لم أفتح له

تسلل من فوق السور

.ليدخل عشي

الكناريُّ الأصفر

صار طيري

بعد أن هاجر ابني

.وأودعني جناحيه

أطعِمُه الحَّب

أغذِّيُه بالحُّب

وكلما غنى لي

.يُدمِي قلبي

 

:ابني يهاتفني

ماما! هل كَبُر طَيرِي؟

!كَبُر مِثلُك

 ماما! هل نَسَانِي؟

لا! يغرد باكياً

في الصباح

.وحين يضع رأسه على الوسادة

نكثتُ بعهدي لابني

نسيتُ إغلاق الباب

خرج منه

ومع ذلك ظلّ واقفاً

.ينتظرني عند باب القفص

 

كتابة وتصوير: نجاة الشافعي

٣٠ ديسبمر ٢٠٢٣م

 

 

 

 

 

لوحة

ولدتُ بالشجن

رفيقي الشفيف

شجني جمرات متقدة

مراثي العشق

وموانئ الانتظار

بدأت أطير منذ كنت طفلة

بأجنحة وبدونها

ما زلت أطير

.أتشبث كالأمل بريشة حمامة

في مدينة جديدة تتدثر برائحة البحر

التقينا بين صفحات كراسة عتيقة

ضمتنا بحور الشرق والغرب

تصبّ أنهار الألوان في المحبرة

.مِدادُ الحلم طين لا ينفد

اللوحة سنرسمها

سرنا المختوم

طريقة صوفية

تطوف بين عينيها

تلبي باسمها

.في حرم المدينة الأزلية

 

كلما ضربت بفرشاتك

وقعت امرأة في شباك لوحاتك

وأنتَ تستلّ حزنهن من دموعهن

ترسم بهجتهن بالأحمر

.تتوحد بهن في النور

 

لم أفهم لغة الحب يوماً

أو تباريح الغرام

لأني طفلة

تضحك وتلعب

تسير وتتعب

.طفولتها لا تنضب

 

سرّ العاشق

تبوح به رعشة اللون

في القلب يتوهج

الرسم والرسام

الفنان والدّهان

هل نحن من نَرْسُم أم نُرْسَم؟

لوحة في حلّة فستان باذخ

تتنفس بالألوان

تبرز مسامها كالسهام

تفصح عن دقائق تفاصيلها

بياضاً مترعاً بالبهجة

إياك ثم إياك

.أن ترسم امرأة بالرصاص

 

المرأةُ سِفْرُ الوجود

والرجلُ امرأة أخرى

الألفة لاصق غير مرئي

المودة لا تشتعل ولا تخمد

.الحب لا تجده إلاّ عند الخابية

 

في نهاية كل طريق

نَصِلُ للبدايات الأولى

لا نعرف سوى طعم الكرز

وبلبلٌ يشدو في القلب

أثمَّ سيرٌ ومَسِير؟

وردة بأي اسم آخر”

“.ستكون رائحتها جميلة

كتابة ورسم

نجاة الشافعي

٢٥ نوفمبر ٢٠٢٣ م

الاقتباس من مسرحية روميو وجولييت لشكسبير 

 

 

متاهةُ ال' أنا' زمن

متاهةُ ال' أنا' زمن

 

تحاصرني الخيانات

أطلالُ ماضٍ أبحرَ فوق الزَبد

أذيال حاضرٌ يكُّب على وجهه مستسلما

سرابُ مستقبلٍ قد لا يأتي.

 

تائهة في لجّة أسئلة جائرة

أجوبة تقطر حنضلا مالحاً

ملامح عشق تبهتُ ثم تختفي.

 

أتدثّر بلعنات الفراعنة

منذ لفظوني على وجه هذه الأرض

وأطلقوا عليّ اسماً ليس باسمي

أعطوني شهادة ميلاد ليس بميلادي 

البسوني زمنا ليس بزمني

الحقوني بمدينة ليست مدينتي     

حمـّلوني وزرًا

ورأسي يئن تحت المقصلة


منفلتة من عشقٍ

متعثرة بآخر
عاشقة معشوقة

سهلة ممتنعة

متململة مستحيلة

نائمة محدّقُة

بنت التيه وأرملة الحزن

مكبّلة بأعرافهم

ناسية منسيّة


قاسية مقسوّ عليها

غادرة مغدورة

قاتلة مقتولة

 حالمة ومنسية في حلمٍ

جريحة وجارحة

مكلومة ومهزومة

روايتي تبدأ ولا تنتهي

قصائدي لا تُقرأ

مدادُ ريشةٌ لا تطير

ولا تستقر كالزبد على وجه الماء

.تظهر وتختفي

 

حبّ مجهول الهوية

 في

طريق شائك

على طريقة صوفية

موتٌ وحياة

في آن واحد

 

مرآة وصور

  جسد وظلال

صياد وطرائد

 سكينة ونصل

الموعد والموعود

.بهجة اللقاء ووجع الانتظار


أنا

الكؤوس والرشفات

 الشفاه والشهقات

الأنات والزفرات

الحسرات والضحكات

كل الأعراق والحضارات

النكسات والحِصارات

الموسيقى والأغنيات

.وطن وشتات


حاضرة  موغلة في الغياب

دمعة الفراق ورعشة الفرح

جنةُ تيه على غصن اليمام

.تراب مغصوب وشجن الفرات

وهم الحقيقة

وحي النبوءات

بعثُ الموت

مذبح إيمان

.وقنديل المناجات

يا
غواية التفاحة

 وذاكرة الكهوف السحيقة

عنق سدرة المنتهى

شجنُ الجدارن العتيقه

 حكايا التاريخ

معراج الوجع القديم

وقفة الزمن وتعثر الحكمة
حلم الأوّلين وغصّة الأخرين
.قيامة الفقراء وانعتاق الغرباء

 

أنتَ فجرُ نهاياتي الأولى
بعضــك يهرب من كُلِّي
شّـكٌ يؤرّقـني

صمت يذبحني

.يقين يختنق بصدري ويفتك بي


كنْ من كنت

زمنٌ مخاتلٌ

أو شبحُ حبيبٍ تلاشى

حتى يلتقي أول سفر البدء

 بنقطة اللا انتهاء

.سأكون باسقة هنا وهناك 

!بيروت... أنا في الانتظار

بيروت

أعشقُ كل شيء فيك

حتى دمارك وخرابك

جنونك يشدني أكثر لأنه مخاض ولادتك

لا شيء قادر على أن يمحي وعدك الآتي

Read More

لا  حُ لْ مٌ في ل ي ل ةِ  صيفٍ بيروتية

يَتَلبَسُها أ لَّ مُ الفقدِ

يعتصِرُ رَونَقها

لا

خواتم تزيّنها

أو نقوش حناءٍ كئيبةْ

خضاب خافتْ

وشم نافقْ

أساور نحيلة

خلاخيل ضيقة

أو حتى طلاء أظافر متقشِّر

Read More