تفاحة المرفأ
حين ينفجر النور
من فوهة المرفأ
تنبثق شجرة تفاح عتيقة
أصلُها ثابت في قلب البحر
وفرعُها منغرِّس في قمة الجبل
ينشق غرام صاخب
تنتثر بذور التفاح
على أشرعة السفن الغارقة
مغمسّة بدموع الوداع
في صمت مُغري بالفراق
في روح كل شجرة تفاح
زجاجة عشق عتيقة
تقدح الشواطئ شوقا
تُغرِق خزائنَ الأرض
بعناقيد القمح
انغرسوا كلهم
سنبلة سنبلة
في مواسم الحصاد القادمة
امتزجت مهجهم بحبات المطر
ورائحة التفاح العذبة
أوقد الطين الذي احتضنهم وجعا
أقدامهم المبتورة وأياديهم المنهكة
جباههم الشامخة بين السحاب
أنقش فسيفساء الجسد
في ذاكرة المدينة القديمة
هائمون بحب حقولهم
حتى آخر جمرة في عروقهم
فراشات تحوم حول قنديل العشق
حرارة قلوبهم
بياض ينير فنار المرفأ
يصهر ثلج القرنة السوداء
ينفجر النور
فوق صهوة المرفأ
يحلِّق طائر الفينيق
تُزهِرُ شجرة تفاح دافئة
أصلها ثابت في بطن الحوت
وفرعها في السماء السابعة
في حدقتيّ التفاحة النائمة
يتوارى المرفأ ثملا
يرتوي من شغف شفتيها
تصولُ النوارس الوادعة
تنعقد نطفة التينة
تحبو بذرة الزيتونة
يفيض النهر
في غابات الأرز
كتابة: نجاة الشافعي
تصوير: نجاة الشافعي
١٤ أغسطس ٢٠٢٠م