حرارة وحلاوة
أيها الطفل
تَحَسَسْ الجدار حينما تسير وتَمَسَك، تَمَسَك
أطِل النَّظرَ في البعيدَ وواصِلَ المسير
تَحَرَكْ، أيها الطفل، تَحَرَكْ
إن لم تصلْ هناك
…لن يَصِلَ غيرك
Read Moreأيها الطفل
تَحَسَسْ الجدار حينما تسير وتَمَسَك، تَمَسَك
أطِل النَّظرَ في البعيدَ وواصِلَ المسير
تَحَرَكْ، أيها الطفل، تَحَرَكْ
إن لم تصلْ هناك
…لن يَصِلَ غيرك
Read Moreمتاهةُ ال' أنا' زمن
تحاصرني الخيانات
أطلالُ ماضٍ أبحرَ فوق الزَبد
أذيال حاضرٌ يكُّب على وجهه مستسلما
سرابُ مستقبلٍ قد لا يأتي.
تائهة في لجّة أسئلة جائرة
أجوبة تقطر حنضلا مالحاً
ملامح عشق تبهتُ ثم تختفي.
أتدثّر بلعنات الفراعنة
منذ لفظوني على وجه هذه الأرض
وأطلقوا عليّ اسماً ليس باسمي
أعطوني شهادة ميلاد ليس بميلادي
البسوني زمنا ليس بزمني
الحقوني بمدينة ليست مدينتي
حمـّلوني وزرًا
ورأسي يئن تحت المقصلة
منفلتة من عشقٍ
متعثرة بآخر
عاشقة معشوقة
سهلة ممتنعة
متململة مستحيلة
نائمة محدّقُة
بنت التيه وأرملة الحزن
مكبّلة بأعرافهم
ناسية منسيّة
قاسية مقسوّ عليها
غادرة مغدورة
قاتلة مقتولة
حالمة ومنسية في حلمٍ
جريحة وجارحة
مكلومة ومهزومة
روايتي تبدأ ولا تنتهي
قصائدي لا تُقرأ
مدادُ ريشةٌ لا تطير
ولا تستقر كالزبد على وجه الماء
.تظهر وتختفي
حبّ مجهول الهوية
في
طريق شائك
على طريقة صوفية
موتٌ وحياة
في آن واحد
مرآة وصور
جسد وظلال
صياد وطرائد
سكينة ونصل
الموعد والموعود
.بهجة اللقاء ووجع الانتظار
أنا
الكؤوس والرشفات
الشفاه والشهقات
الأنات والزفرات
الحسرات والضحكات
كل الأعراق والحضارات
النكسات والحِصارات
الموسيقى والأغنيات
.وطن وشتات
حاضرة موغلة في الغياب
دمعة الفراق ورعشة الفرح
جنةُ تيه على غصن اليمام
.تراب مغصوب وشجن الفرات
وهم الحقيقة
وحي النبوءات
بعثُ الموت
مذبح إيمان
.وقنديل المناجات
يا
غواية التفاحة
وذاكرة الكهوف السحيقة
عنق سدرة المنتهى
شجنُ الجدارن العتيقه
حكايا التاريخ
معراج الوجع القديم
وقفة الزمن وتعثر الحكمة
حلم الأوّلين وغصّة الأخرين
.قيامة الفقراء وانعتاق الغرباء
أنتَ فجرُ نهاياتي الأولى
بعضــك يهرب من كُلِّي
شّـكٌ يؤرّقـني
صمت يذبحني
.يقين يختنق بصدري ويفتك بي
كنْ من كنت
زمنٌ مخاتلٌ
أو شبحُ حبيبٍ تلاشى
حتى يلتقي أول سفر البدء
بنقطة اللا انتهاء
.سأكون باسقة هنا وهناك
حين ينفجر النور
يحلق طائر الفينيق
فوق صهوة المرفأ
تُزهِرُ أشجار التفاح الدافئة
أصلها ثابت في بطن الحوت
وفرعها في السماء السابعة
Read Moreبيروت
أعشقُ كل شيء فيك
حتى دمارك وخرابك
جنونك يشدني أكثر لأنه مخاض ولادتك
لا شيء قادر على أن يمحي وعدك الآتي
Read Moreوكلما قلت إنّي ارتويتُ من الحب لا أرتوي
وكلما قلت سأنتهي من العشق لا أنتهي
وكلما قلت سأتوب عن البوح لا أنثني
وكلما قلت هو فنائي أعود إلى النار أرتمي
وكلما قلت هذه آخر كأس أتجرعها لا أكتفي
أنا بذرة وهو التراب والماء والهواء وأنا إليه أنتمي
.القتل في الحب عادتي فالمحب لا يرعوي
!لا أكتب
لأن الفضاء إستباحه غربان وغرباء
غزاة القصائد
وصائدوا المعاني
يلتقطون ما تساقط من حروف
ما تهشم من عبق المشاعر
ما تناثر من عقود القوافي
يطلونها بأحمر شفاه فاقع
بائعوا الرقيق ينعقون
يسيل العسل المر من أنيابهم
. كلمات مخملية كالسراب يعانقها الضباب الكثيف
لا أقرأ
إلا ما لم تخطه أناملهم
إلا ما لم تمسسه أطيافهم
إلا ما لم تدمره لوثتهم
فللقراءة بريق
لا يبهت
لا يخفت
حتى في الخريف
.بين أطلال الحروف
لا أرى
ما يبصرونه
لا أرى
إلا
شمعة هزيلة
واقفة في شموخ العتمة
تأسرني فأحوم حولها
.فراشة تهوى الإنتحار
لا أسمع
إلا عويل الأرامل
بكاء الأطفال
كل ما يدسونه خلسة داخل البئر
تلتقطه أذني
.فأبكي على وسادتي طوال الليل
ولن أتكلم
فحيح كلمات
كانت في ما مضى تغرد خلف القضبان
أما الآن فصارت
لا تحمل رائحة أو طعم
فقط ألوان صاخبة مبهرجة
.تمتهن الغواية
١٢ رمضان ١٤٣٧هـ
2016/6/18
امرأة تشبهني
قُدَّتْ من ماء
.في سبعة أيام عجاف
القطرة الأولى
تنزلت من العرش
على قلب حواء
.جذوة من نور ونار
زيتونة
لا شرقية ولا غربية
تتقد المشكاة
.لا تنضب
.لا تنطفأ
تحرثُ الغيوم
تلحفت بالماء في عتمة البئر
.نخلة تعجن الخبز والحناء
هجمت عليها الغربان
فأنامت رضيعها
على وسادة الأمواج
.ثم عاد إليها وعدا في ليلة مقمرة
وانفطر اليم نصفين
فعبرتْ متأنقة
على صهوة حصان أبيض
.للضفة البعيدة
أناخت أسراب الحمائم الذهبية
في ركن شرقي
.حين ذبلت أجنحتها
جرفها السيل
فكشفت ساقيها
تعلقت بعيون الهدهد
.يبشرها بموسم المطر
لا بوصلة لديها ولا خرائط
تسحرها المرايا حتى النخاع
تحرقُ المسافات
تقفزُ على الزوايا الحادة
.هادرة بسرعة الشلالات
وصلت إلى مئذنة نحيلة
عند ضفة النهر
شمتْ رائحة قميصه
.ارتدتْ بصيرة
امرأة تشبهني
قُدَّتْ من ماء
تتأبطُ أشرعة الريح
تهاجر إلى السحب
.وتعود عند كل حصاد
رسم وكتابة
نجاة الشافعي
٢ رمضان ١٤٤٠هـ
أحبُ سعف النخل تشدو فوقه قوافل النحل
الورد الجوري يغني في الحقل
أهازيجَ متيمة بتراتيل الوسنان
أتوق إلى لمسة طفل يداعب ريشي
تُلهمني براءة عينيه أملاً في انعتاقي
يشنّف أذني ضِحكُهُ الرنان
أحلمُ كل صبح بأعمدة النور
تنسلّ من عباءة الليل
أسمعُ شهيق الصبح متدفقا
أبحرُ في مآقي الشطآن
أحلق نسرا مرجانيا
من دفة الشجن أطير
إلى أشرعة السفن الصدئة
أحوم حول شقائق النعمان
إن القمني القهر حجرا أو حبا سيان
أمد جناحي الصغير إليه مصافحا بحنان
أحنو برقة على ضفائر الأقحوان
أُشعلُ منقاري قنديلا في البحر
أروم وصلا بفراشات المطر
قلبي تبرعمت فيه السنابل كالدرر
ما بيني وبين عشي آلاف الخِلجان
أعيدوا لي رفاقي
أحضروا لي قميص أمي
نبض روحي المسلوبة مني
ذكرياتٌ غدر بها الزمان
ما أشد قيود الروح
تشد عنقي للقاع
لا حلم يذكرني أو حبيب
جنازتي تسير خلسة بين الأحياء
غبارٌ يلفنِي في مرايا النسيان
قيح أغلالي
أشواك غربتي
كآبة قفصي النحاسي
طعناتهم في ظهري
توهجت في سماء العرش كزهر الرمان
تُصلبُ حريتي غيلة
تُسلب أحلامي عنوة
لكن ها قد أسفرت عناقيد فجر قرمزية
قطافها قد حان
عند رحيل البلابل
تنزلت في قفصي نوارس تتلو القرآن
أسرَّ خامسهم في أذني
فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ
لقد آن الأوان
كَسَّرْتُ جدران الصمت مغردا
للعصفورِ مثلي حياةُ السوسن
تخفقُ نوراً عندما يرتفع الآذان
٢٩ شعبان ١٤٤٠ هـ
امرأة الظل والضباب الكثيف
تقضي يومها في حديقة الهايد بارك الخلفية
تحتسي القهوة التركية بمفردها ليلاً في السوليدير
.تقضم التفاح والرمان في بساتين الغوطة
تكتم أنفاسها اليابسة تحت خمارها الأسود
تنوح كالريح الصفراء
ظلها الأخرس يغطي وجهها
.وخصل الشيب الأشقر تغزو وجنتيها
أسراب الفراشات تسلبها كل الضوء
تنحتُ عظامها كالكبريت
في عالم لا تَعرِفُ شمسه ولا قمره
.عالم لا يعرف بياض قلبها
تخرج يديها من عباءتها المتفحمة
فلا تكاد تراها
.لأنها امرأة الظل والضباب الكثيف
تحت الماء العميق تنام
تخشى الظلال الزاحفة كالكثبان الرملية
عندما تعبر القوافل والقوافي الرنانة
فتخبأ رسائل الرثاء والهجاء تحت وسادتها
.في خلسة من حنضل الزمن المر
تقرع سمعها طبول الكلمات الجوفاء
وألحان تتكسر على شاطيء الصمت المدقع
هاجرت النوارس والأسماك إلى حيث تتدفق بحار النور
وهي تُكَسِّر طيات العتمة
.ترسم قدرها على ريش المطر القادم
رسم وكتابة نجاة الشافعي
١٨ ابريل ٢٠١٩م
هل من عيد من جليد
نلهو به قليلاً
نتلبس البسمة حيناً
وننتزعها حيناً
ريثما يذوب شمع الشفاه؟
كأعيادٌ حميمةٌ
هدرها جنون الفقد
بترها البــحـر
ضفة مالحة للنساء
وضفة مُرَّةٌ للغرباء
وأخرٌ يتبعها جدب
نفقت جيادها هجراً
وطأت أقدامها جمراً
قبل أن تسير
بلا ملامح
أقبل عيدٌ مبسترٌ
معتقٌ على سقف كرم
يكابد نشوة تحدرت
من أصلاب النخيل
نافرٌ ظله
أنغرز في حفرة
فقد ريقه
فهجرته بلابل الإمتاع
تناثر ريشٌ غزيرٌ
من ذيل السماء
طائر الفينيق يحط
يختال في صدره
غريقٌ سقط دلوه
عندما سقى الرعاة
سلبوا ألوانه فجرا
فما عاد ينتظر لون الفرح
حين ضل طريقه
حامت روحها حول العش
ريح الشمال تشعل رأسها
تبيت على شوكة
رماد عجنته يد الفوضى
أغصانه تنغمس في عروقها
مرارته تذوب في ماء عينيها
ما أكثر الأعياد
وما أشقاها
هل كان ضيفا أثقلته جراحاتها
أم حلما بريئا بترته أصابع اللهو
قبل أن يستوي في المهد
أم مزاجا سيئا جمح به القدر؟
أقرأوا كل ما مر من الأعياد
من منها صحيفته بالألوان
يقطر حبرها بماء الزهر
لذا خيروا العيد القادم
بين أن يسير بدون ورقة توت
أو أن يغفو في حضن غيمة
فقد فرغ كيسه من الدهشة
وسنفتقده حتى بعد أن يأتي
وارتدوا
هالته البيضاء
أو سره الأعظم
فليس للعيد
سوى عنق زجاجة
وللبهجة ألف مرآة
وامرأة
25/10/2006
ثالث أيام عيد الفطر السعيد