عيناكِ الوطن والغربة
عيناكِ
أكثرُ من منفى
ِعيناك
والعشق الذي يتربص بي في مقلتيك
هما الوطن والغربة
وأنا الحائر بينهما
أسافر كل ليلة
عبر المحيط
من الضفة إلى الضفة
أتوب من لوثة هجرك
عندما تمسسني أناملك
وأدنو من طرف عينيك
يشعلني أنين الوحشة
أرتقي من الوادي السحيق
إلى قمة جبل الوله
من برد هجرك إلى نار قربك
كل من يرى ظلي الماثل في زوايا عينيك
يرثي لما آلت إليه أحوال العاشقين
أشباح تشعلها موائد الرغبة
أنا من أنا
لست إلا غريبا
أعرف فقط محطات وجهك المتألقة
تائهاً منذ ولادتي
وشفتاكِ هما المرفأ
تراتيلهما تلهمني السير
وأشد الرحال حثيثاً
إلى حيث ألق وجنتيك
المرصعتين بزنابق الشوق
أما ضفائرك السمراء الملبدة بالغيوم
فتكتنفها أسرارٌ خمسة
لأسبر أغوارهما
يجب أن أحيا سبعة
وأبعثُ مثلهما
وأموت مكبلاً في تفاحة قلبك
ليس على صدرك
ولكن سائحاً
في دموع أنهار مقلتيك الجارية
أرتمي في حضن نخلكِ
حيث أنتمي
لا ضفاف تضمني غيرك
.عند العودة
نجاة الشافعي