امرأة الظل والضباب
امرأة الظل والضباب الكثيف
تقضي يومها في حديقة الهايد بارك الخلفية
تحتسي القهوة التركية بمفردها ليلاً في السوليدير
.تقضم التفاح والرمان في بساتين الغوطة
تكتم أنفاسها اليابسة تحت خمارها الأسود
تنوح كالريح الصفراء
ظلها الأخرس يغطي وجهها
.وخصل الشيب الأشقر تغزو وجنتيها
أسراب الفراشات تسلبها كل الضوء
تنحتُ عظامها كالكبريت
في عالم لا تَعرِفُ شمسه ولا قمره
.عالم لا يعرف بياض قلبها
تخرج يديها من عباءتها المتفحمة
فلا تكاد تراها
.لأنها امرأة الظل والضباب الكثيف
تحت الماء العميق تنام
تخشى الظلال الزاحفة كالكثبان الرملية
عندما تعبر القوافل والقوافي الرنانة
فتخبأ رسائل الرثاء والهجاء تحت وسادتها
.في خلسة من حنضل الزمن المر
تقرع سمعها طبول الكلمات الجوفاء
وألحان تتكسر على شاطيء الصمت المدقع
هاجرت النوارس والأسماك إلى حيث تتدفق بحار النور
وهي تُكَسِّر طيات العتمة
.ترسم قدرها على ريش المطر القادم
رسم وكتابة نجاة الشافعي
١٨ ابريل ٢٠١٩م