أحبُ سعف النخل تشدو فوقه قوافل النحل
الورد الجوري يغني في الحقل
أهازيجَ متيمة بتراتيل الوسنان
أتوق إلى لمسة طفل يداعب ريشي
تُلهمني براءة عينيه أملاً في انعتاقي
يشنّف أذني ضِحكُهُ الرنان
أحلمُ كل صبح بأعمدة النور
تنسلّ من عباءة الليل
أسمعُ شهيق الصبح متدفقا
أبحرُ في مآقي الشطآن
أحلق نسرا مرجانيا
من دفة الشجن أطير
إلى أشرعة السفن الصدئة
أحوم حول شقائق النعمان
إن القمني القهر حجرا أو حبا سيان
أمد جناحي الصغير إليه مصافحا بحنان
أحنو برقة على ضفائر الأقحوان
أُشعلُ منقاري قنديلا في البحر
أروم وصلا بفراشات المطر
قلبي تبرعمت فيه السنابل كالدرر
ما بيني وبين عشي آلاف الخِلجان
أعيدوا لي رفاقي
أحضروا لي قميص أمي
نبض روحي المسلوبة مني
ذكرياتٌ غدر بها الزمان
ما أشد قيود الروح
تشد عنقي للقاع
لا حلم يذكرني أو حبيب
جنازتي تسير خلسة بين الأحياء
غبارٌ يلفنِي في مرايا النسيان
قيح أغلالي
أشواك غربتي
كآبة قفصي النحاسي
طعناتهم في ظهري
توهجت في سماء العرش كزهر الرمان
تُصلبُ حريتي غيلة
تُسلب أحلامي عنوة
لكن ها قد أسفرت عناقيد فجر قرمزية
قطافها قد حان
عند رحيل البلابل
تنزلت في قفصي نوارس تتلو القرآن
أسرَّ خامسهم في أذني
فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ
لقد آن الأوان
كَسَّرْتُ جدران الصمت مغردا
للعصفورِ مثلي حياةُ السوسن
تخفقُ نوراً عندما يرتفع الآذان
٢٩ شعبان ١٤٤٠ هـ