مزرعةُ الحِمْلان
في كل مرة تنقض عليهم الذئاب وتفترس بعض الحملان الصغيرة في ليلة دهماء
وفي كل مرة باقي الحملان إما لم يسمعوا بما حدث أو يصموا آذانهم وقرا أو لا يكترثوا لأنهم شاربين آكلين نائمين في صفاء
بعضهم يضع اللوم على الحملان الوادعة التي حَلُمت بالسفر إلى مرعى آخر في ليلة قمراء
يأكلون التين والزيتون في حدائق غناء
حقل شرايينه تسيل شلالات لبن وماء
ناصع الخضرة يقطفون باقات ورد حمراء
تغني في الفجر بلابل شهباء
.تتدلى من الكروم ضفائر شقراء
هذه المرة تسرب خبر أزعج الحملان
الراعي الخائن هو من أدخل الذئاب
ليفترسوهم لقمة سائغة عند العشاء
بعد أن منحوه رتبة راعي الرعاة
.وأهدوه تسعة أبقار حلوب سوداء
أشتد خوف الحملان وازداد الثغاء
عويلهم أشبه بالبكاء كل يغني على ليلاه
فقد أُكلوا يوم أُكلت الحِمْلان البيضاء
التصقوا ببعضهم كالظلال الميتة الخرساء
صار جميعهم يحلُم بالهجرة للمرعى الآخر حين المساء
أما السلاحف فتقوقعت في أصدافها الإسمنتية الحدباء
.لكن النوارس هاجرت بعيدا خلف السحاب وتركت الغوغاء
كتابة وتصوير
نجاة الشافعي
٥ رمضان ١٤٤٠ هـ