!موقعي الإلكتروني
فاجأتني إبنتي بمولده قبل يوم مولدي
قالت يجب أن أسقيهُ بنات أفكاري
وأرعى توائمه في الفيسبوك والتويتر والانستجرام
أصغيت إليها لأنها مُدَوِنَة
.لديها موقع منذ سبع سنوات عجاف
تعاتبني عندما أَهجِرُ سمائه الملبدة بالكآبة
فكلما طحنت أحلامي مشاغبات الحياة
تنحسر بلابل الحروف وعصارة الألوان الشرقية
.من كروم قلمي
أشعر بالذنب يسحقني
فألقمه فتات الكلمات الممجوجة
لينتصب منفرجاً مزهواً عبر الفضاء الأثيري
أدون على صفحاته رسوم غامضة
.ونصوص بائسة مبتلة بقطرات الألوان
أكفرُ بكل لغات الجسد المهترئة
بأبجديات الصمت الفاقعة
أكفر بما أراه وأسمعه
لا يمكن أن يكون الرمادي مستلاً خنجره
.مَلاكَاً في مجزرة الألوان الدموية
كل ما أخشاه أن أستيقظ من نومي
لساني مشلول
يدي مبتورة
.وعلبة ألواني مسروق منها الحروف والدقائق والمكياج
لا يعلم موقعي
أني مزاجية وعصبية وأطرافي حادة مدببة
أضع أعصابي المشنوقة فوق السطح لتبرد
.قد أهجره بدون عودة أو قد أطفئه بحقنة سامة
لا يعلم مدى جنوني وإرتيابي
حتى في أدق التفاصيل وكيف أفككها وألحمها
فإرهاب الحب يقوض كل المساحات المكتنزة بالبياض
ليرسم طيورا طاووسية على أغصان الشك
تنفض ريشها من لوثة الشعر
.فتسقط على أشواك الأوراق
أمقت الورق المنافق لكن لا أحب الأثير الهلامي
أتوق للتدفق في تخوم الفضاءات اللا محدودة
.لكني لا أعرف كيف أتدحرج
أرثي فرشاتي المبتورة الأعضاء
أُحذرهم من فوهة إسطواناتي المشروخة
أسبقهم في التبرء مما أرتكبه جنوني من كسر الجمود
.على جناح لوحة مخبأة تحت السرير
ألقمت موقعي الإنترنتي صخرة شرسة عنيدة
ليتوقف عن مناكفتي
ألقيت به في خضم شجون تتنفس الماء
.لا تنسى أنك لا تعرف السباحة مثلي
نص ورسم: نجاة الشافعي
٢٠١٥/٨/٢٤