طائرات ورقية وطيور
طائرات ورقية إنبعثت من أعشاشها
اصطبغت بريشها اللامع كل زوايا الأفق
فسيفساء رقص صوفي لا يتوقف
غابات لونية ظللتها الشمس الغجرية
.في كرنفال طاووسي صاخب
طائرات ورقية تقاطرت من أيدي الأطفال
غزت ثرى السماء على وقع سنابك الطبول
.حلقت عاليا بين صدى الصهيل ورنين الضحكات البريئة
تحدت أشرس النسور حتى لامست جبين السحب
بعضها ذبلت بتلاتها.. ذوت.. خرَّت أوراقها مغشيا عليها
فحملتها أنامل الطفولة برقة لتمنحها حياة ثانية
.بصمغ وكسرة خشبية تشد عودها
أغرق في تفاصيل جسدها الندي
يجتاح المدن المحرمة عن عيون الغرباء
يشدني جناحها المتبختر في وميض الحمائم
.ريش النوارس الدافئة تهجع فوق قمم النخيل
تشد بطنها أغصان الخشب الطرية
تهز خصرها لتراقص نسمات الهواء
الحبل الشمعي يمتد من السرة البيضاء حتى الشمس
عقدتُ ضفائره بين طلاء أظافري الأحمر
الذيل المزخرف يغرد توقاً عندما يتسلق أوتار الريح
يحملني فوق كتفيه
.يطير بي
نصعد لما بعد السحاب
نقطف رحيق التفاح
تسقيني أقداح القهوة
وعصير الليمون المثلج
.لا يروي عطشي في صيف ملتهب
طائرات ورقية تحدت طيور سمراء
ضحكت حتى برقت أنيابها الذهبية
سرعان ما إنكسرت أجنحة الطيور
ذاقت طعم الصبار المقدد
الطيور كالأرانب
تعدو سريعا
تقفز بين المروج
تمل سريعاً
.وتفر سريعا جدا
أمّا الطائرات الورقية فرابطة الجأش
كعقارب بحرية
تحملها الريح التي لا تهدأ
تكبها على وجهها
تغرق في الملح
تسترخى عضلاتها
تغفو في محراب العابد
تقوم ثانية بود
تواصل سيرها الحثيث إلى الداخل
.حيث قلب السحب النابض بالمطر
طائرات وطائرات وطائرات
ترصع الجدار
من فوقه.. من تحته
عن يمينه.. عن شماله
في قلبه.. عند أطرافه
في كل إنحناءاته
في ذراعه اليمنى وفي عينه اليسرى
إحداها تسللت في ظل عصفورة
إلى ما خلف الأسوار
.ولم تعد
كل ربيع
أحتفل بالغياب
ذكراه لم تعد عالقة في قهوتي
لوحة رسمتها بنبض أصداف البحر
أنتحبت ألوانها الصفراء
صلبتها على ذيل طائرة ورقية
.وأهديتها وليمة للسماء
نص ورسم: نجاة الشافعي
27/8/2015