وَطَنُ الهَوى
أيها الهوى لا تَلُمْنِي إنْ أَسْكَرَنِي هَواه
هو الشهدُ المعتقُ يشدوُ عَذْبَاً شَذَاه
هو العِشْقُ الصادق لا أرى أحداً سِواه
هو الوطنُ الوادعُ تَعَمَدْتُ طِفلاً في رُباه
هو المطرُ الآتي في المواسمِ مُتألقاً مُنَاه
يتنفسُ النورُ فجراً مُتيماً في حِمَاه
يُحلقُ النسرُ حُرَاً سَائِحَاً في سَمَاه
يتدفقُ الهوى نهراً سلسبيلا من سَنَاه
يبذرُ القمحَ الأصفرَ سنابِلاً للحياة
نارُ الشوقِ تُسَعِّرُهَا تَراتِيلُ الشِفَاه
سِفْرٌ قديمٌ لا تَبُوحُ بأسرارهِ الأفوَاه
وَصْلُهُ دَائِي أَمِنْ الدَاءِ يَنْسَّلُ دَوَاء
أتيتكَ عَلَنِّي أحْظَى بجذوةِ عشقٍ في غارِ حِراء
رأيتك جبلاً راسِخَاً طَودَاً شامِخَاً تنبعُ رطَباً وماء
وجدتُك صيباً يصيبُ القلبَ فيسمو الصفاء
تسكرُنا أقداحَ التوقِ فنثملُ نصعدُ للسماء
أيها الشوق لا تلمني إن ثَمِلتُ في هواه
هو البدء لا ينتهي ولا يفنى عطاه
كتابة ورسم
نجاة الشافعي
7/6/2015