ربما للحب زمن آخر

 

مكالمة مغتصبة. عانق صمتها صخبه بمودة. علقت خيوط شرنقتها الحريرية بشباكه. دعاها لمقابلة ضيوفه على عجل. أجابته باقتضاب بأنها تعبة ولن تستطيع أن تحضر. طلب منها أن تدعو الأخريات. أجابت بأنها مشغولة. خضب التوتر معالم صوته: "كما تشائين. سوف أتصل بك قريبا! باي!"  وقرَ نشيج البرد آذان حفله السفلي

أدركت أن وتراً ما قد أنقطع. شعرت بأن روحها هاجرت شمالاً فضلت طريقها إلى العش. انساب صوت أمها بعذوبة: "يا ابنتي اللي انكسر ما يتصلح! " تشظى قدرها فسيفساء كبتلات زهور القرنفل الجافة. مازالت باقات الزهور التي أهداها لها بمناسبة اسماها: (عيد الجنون) تحدق بها مليا

وصلتها منه رسالة الكترونية بعد شهر من الصوم. فضتها بتوق جناحي نحلة لهالات النور وسمرة الحقول لكن الأبجدية نفثت كل سمومها في صدرها. صفعها عرض شرائح سمج: ( فن التعامل مع الناس

انغرست بوصلة سفينة غارقة في راحة يدها وتدلت من أصابعها عقارب ساعة تآكل زمنها. داعبت ثمرة بطنها الناتئة برقة. مسحت شرايينها التي قفزت نافرة تحت جلدها المتغضن. يبدو أنها قد استوت قبل الأوان. أمطرها وابل من سكينة. دثرتها عنقاء الثلج بجناحيها. ربما للحب زمن آخر؟