وردة الوتسب اليتيمة
في عيد ميلاده الثامن والخمسين الذي يصفه بعيد ميلاده الخامس والخمسين
وكأن مفارقة منتصف الخمسينات بالنسبة له معضلة عظمى
سلبه المرض بعض قواه وما يزال متعجرفا مصرا أنه أقوى وأصغر لا سيما بعد أن صار يصبغ شعره باللون الأسود بينما لحيته مصطبغة بالبياض في مفارقة عجيبة
أهديتهُ جوال فضي غالٍ نزل للتو في الأسواق لأتصل به عندما أريد لأن جواله الآخر دائما خطه مشغول
فرح بهديتي وخبأه في جيبه
حدثتهُ طويلا عن الورد أشكاله وأصنافه ورائحته وافتتاني باطواق الفل تزين رقبتي القصيرة أو الياسمين اتوج بها رأسي الصغير علّه يهديني باقة حتى لو كانت بلاستيكية لا مانع لدي لكن لم يجدي كل ما سطّرته ونمقته من كلمات
أبديت إمتعاضي بأنه إذا لم يمكنه الاتصال أو كتابة مسج، على الأقل يمكنه بضغطه زر لا تستغرق ثانية ولا تكلف شيئا أن يرسل وردة على تطبيق الوتسب الذي قليلا ما نتحدث فيه
وعلى مضض صار يرسل لي وردة على تطبيق الوتسب من فينة لأخرى
إن كان مزاجه رائقا ونادرا ما يكون يرسل ثلاثة ورود حمراء لكن معظم الأحيان يكتفي بوردة واحدة فقط
في يوم ذبلت وردة الوتسب اليتيمة
وكان خط الجوال الفضي الذي منحته له دائما مشغولا
ثم صار الخط مغلقا طوال الوقت
سائني ذلك فألغيتُ حسابي في تطبيق الوتسب
وصرتُ أرسم الورود الصفراء على الورق
كتابة ورسم
نجاة الشافعي
١٢ مايو ٢٠١٩ م