غواية الأسئلة
للأسئلة رائحة الخبز عندما ينضج
تتساقط مع زخات المطر الأولى من وجه الشمس
بذور قمح يشتد عودها
.تختال سنابلاً ذهبية في وهج الربيع
تُدَّوي الأسئلة الحارقة
تستدرج الأجوبة
تختبئ في زاوية مظلمة
.تفاحة تمس شغف القلب
الأسئلة
خناجر منغمسة في حنجرتي سِّلُوها منها بحذر
طعناتها ساكنة في القلب
إمسحوها بالملح لئلا تندمل
لأشعر بحرقتها مثل البدء
لأني طفلة يُجلُّلني النسيان
أعيش حياة ريشة داعبها الندى
.فاشتاقت للمطر وغواية الاسئلة
يفرغ ما تبقى من حبر في شرايين دماغي
أسئلة مخاتلة تعبث بالكلمات
تراكمت جثثاً على صفحة كتب مقفرة
أقضي آخر ساعات الليل متوترة
. أعصابي متوترة كالأسلاك الشائكة
دخان السجائر دوائر نافقة
تعانق حُبَّاً أحتضر على أرصفة المساء
مدن الخراب تخلو من البهجة
وتعج بأطياف النساء
أعجاز نخل خاويه ذابت عندما لثمتها الشفاه
.أصواتٌ تائهة تعاقر ذؤابة الزمن
مهاجرون إلى الشمال
في أوطانهم كانوا غرباء
الأسئلة السوداء غرزت أعشاشها تحت وسائدهم
نضجوا قبل البلوغ لأنهم أدمنوا الاسئلة
فقدوا أحلامهم الثائرة
أحرقوا الطائرات الورقية وبرائتهم
.ليتحرروا من وسم الطفولة
سافروا جميعاً بدون حقائب أو أمتعة
لم يودعوا أحداً من الرفاق
.مزقوا كل صور الأسئلة المعتمة
أيامٌ بدون أسئلة أيامٌ عقيمة
سِحْنَتُها ملطخةٌ بالتراب
محفوفةٌ بخطر الفقد والفراق
حياةٌ تجتر الوحدة المرة
خريفُ الصحراء لا يعقبه ربيع
طفل يتيم لا تكسوه أمه حلة جديدة يوم العيد
كلُّ شيء تبدد
.كلهم ذهبوا إلى ما بعد السحاب
تُنهكني الاسئلة
جروحٌ غائرة في تلافيف القلب
تنهشه كجوارح كاسرة
رأسي من الأجوبة ما زالت حاسرة
.سأتوقف عن الأسئلة علني أجد الأجوبة
نص ورسم: نجاة الشافعي
5/8/2015