Najat Alshafie نجاة الشافعي

View Original

ْكُلَّمَا جَفَانِي النَوم

عندما تَوسدتْ رأسي الأفكار 

اِنفتَقَ رأسي إلى ضفتين 

الأحلامُ اِنبَثقتْ منه

.هَجَرَتْهُ ولنْ تعود

 

مَدٌ يَكتسِحُ جَزْرَ سنواتٍ عِجَاف

نارٌ مشتعلة تَحرِقُ اليابس 

تزرعُ الأخضر في متاهات الحقول

تقطف الياسمين والفراشات

.ومن جَمْرِة اليأس تتقِدُ جذوةُ الحياة

 

بُعِثْتُ عنقاءً بعد الموت

فصِرتُ كُرَة لهب

تتدحرج 

تكبر

تتجذرُ عروقُها 

في أرض عقيمة

وسماء قاحلة

لكن تَتَشَبثُ بالأمل

رغم جراحات قريبة

.وأُخَرٍ بعيدة

 

يتضخمُ الشوقُ جبلاً

يُدمِي فؤادي الفراق

أسيرُ في الطرقات الناتئة

أبحثُ عن تضاريسك الملتهبة

أنتظر عند مفاتيح الساعة

وقفل الدقيقة الصدىء

.وباب الطريق

 

عُدْ قبلَ المساء

لمنْ تتركني

تنهشُ لياليّ الوحدة الفاترة

عِدْنِيْ مُجَدَداً باللقاء

ولو كان بارداً كالثلج

ولو تحتَ براثنِ الليل

.أو حِرقة الشمسِ الخانقة

 

أكرهُ غُربةَ السرير

لن أنتظر طويلاً

لأِجِدَ النوم

ربما هو يَجِدُنِي

يتسللُ فوق الوسادة

ينسابُ كالطيف إلى عينيّ

.يُغرِقُني الحُلم


 
في صدري

أضُمُ بيداءَ الهَجْر 

أضُمُ وطنَ الحنين

أضُمُ دموعَ اليتامى

وصيحات آلاف الأرامل

.أضُمُ أحلامَ المُدِنِ البعيدة

 

في صدري

أضُم الوِسادةَ المعتقةَ

برائحتك وضجيجك

دفئك وخصلات شعرك

ظامئةٌ أضُمك

لأرتوي من فيضِ بحرك

.كُلَّمَا جَفَانِيْ النَوم

   نص ورسم: نجاة الشافعي

22/7/2015