Najat Alshafie نجاة الشافعي

View Original

عام آيل للسقوط

يا ليلى

.هذا العامُ آيلٌ للسقوط

أتشمّين يا ليلى حرائقَ الغاب؟
حيث تقاتلت فلول الذباب
وهوت العناكبُ
في فوهة التيه
وتدلّت الغربان
.من أسفل الساقية

يا ليلى
..ساقطٌ هذا العالم
..ساقطٌ سِرَّاً وجهراً
..ساقطٌ بطناً وظهراً

..ساقطٌ من ألفهِ إلى يائه

وساقطةٌ يدٌ ثكلى
،ِلا تمسح قطرةً من دمعك
،لا تقطع حطباً لتدفّئ بردكِ
،لا تخبز رغيفاً لتُسكِت جوعكِ
.لا تستقي ماءً لتطفئ ظمأكِ
،لا تدرّ حليباً لتروي طفلكِ
.لا تضع بيتاً فوق رأسكِ

يا ليلى
مخاتلٌ هذا العالم المجذوم
فارتقي هودجكِ
البسي قِرطكِ
افردي ضفائركِ
ِاعبري البرزخ وحدك

ارتشفي سُنبك السماء
لعلّ الفجرُ ينسل
.من غمد الغمام

نارُ السمرُ تعربد
ووجهُ القمر الأسود
في ساحة الحقل
دبكةُ الحرب لا تخمد
الديكة لا تقعد
تهز ذيولها من الغضب
تقامرُ بسنابل الرطب
.تتطاحنُ على الحطب

يا ليلى
قصائدكِ المعتّقة
تتنزّل من القناديل المعلّقة
تنشدها الأيتام والأيام المرتقّة
والعابرون المتعطرون بناركِ
والحشائش الخضراء
التي تعانق قدمكِ
والتراب الذي يتعمّد بقهركِ
فهل يُبصرون؟

يا ليلى
لا تقطفي العِنبَ حامضاً
ولا التفاحَ مُصّفراً
ولا الزيتونَ أحمراً
لا تمسّي ميتاً
لا تصافحي أجرباً
انثري الغار والفراشات
واحرثي العشقَ والغيمات
.ثم احصدي النرجس بين النجوم

أتسمعين؟
تدقّ الطبول.. تئن الأجراس.. تتصدع المآذن
تبرقُ وتتوعّد السماء
لا تستسلمي يا ليلى
ظَلّي صامدة بجرحك
قاومي الوجع بغربتك
بآخرِ حجارة من حبك
بآخرِ عصاً من عشقك
أقذفي حمم غضبك
:لبّي أربعين ليلة شوق
إني آتيةٌ في ربيع النور”
”.أنبعِثُ عنقاء عند النبعة، أغني بين الدوالي والكروم

كتابة ورسم

نجاة ناجي الشافعي